mo9ayada bi3 wchri
site commercial
Translate
الأربعاء، 19 مارس 2014
مقالات اقتصادية
ننتقل الآن لمجال الأسهم، ونسأل عن فائدة المتوسط المتحرك. هل يمكن الاستفادة منه كدليل نبني توقعاتنا المستقبلية عليه؟ حقيقة لا توجد طريقة مضمونة على الإطلاق لمعرفة ما سيحدث غداً أو بعد غد في عالم الأسهم، كون ذلك في علم الغيب وسيبقى كذلك. الشيء الوحيد المتفق عليه هو أن أسعار الأسهم بشكل عام تنمو مع الوقت، وإن كانت الفترة الزمنية اللازمة تمتد أحيانا لمدة طويلة. الميزة الحقيقية للمتوسط المتحرك تكمن في كونه يتخلص من تغيرات السعر اليومية التي تتأرجح كثيراً بسبب قوى العرض والطلب، وبذلك فهو مفيد في معرفة اتجاه السعر بشكل عام، بعيداً عن التذبذبات اليومية. كمثال على الاستفادة من المتوسط المتحرك، يمكن النظر إلى المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم، الذي يعتبر من أهم المتوسطات الدالة على الاتجاه الصحي للسهم على المدى الطويل، فيكون البيع إذا نزل سعر السهم عن هذا المتوسط والشراء إذا ارتفع السعر فوقه. والفكرة هنا إن متوسط الـ 200 يوم، نتيجة مشاهدات عملية كثيرة، يعتبر أفضل نقطة دعم للسهم، ويرمز إلى الاتجاه طويل المدى بشكل جيد، لذا فمن الضروري أن يبقى سعر السهم أعلى منه على الدوام.
أما أحد أبرز الاستخدامات للمتوسط المتحرك فهي طريقة التقاطع، التي يتم الشراء فيها عندما يرتفع متوسط الـ 50 يوما عن متوسط الـ 200 يوم، والبيع عندما يهبط عنه، والفكرة أنه عندما يرتفع المتوسط القصير إلى ما فوق المتوسط الطويل، فهو دليل على أن حركة السهم على المدى القصير تشير إلى اتجاه صعودي. إلا أن هذه الطريقة لا تعطي نتائج جيدة بسبب بطء المتوسطات المتحركة، كون القيم الجديدة تأخذ وقتاً طويل نسبياً للتأثير في حركة السهم أو حركة المؤشر. لذا فهناك من يستخدم المتوسطات الأسّية، التي هي عبارة عن متوسطات متحركة عادية غير أن الأيام الحديثة تأخذ وزناً أكبر في حساب المتوسط من الأيام القديمة، وهي مفيدة أكثر على المدى المتوسط والقصير من المتوسطات العادية.
ربما أفضل طريقة للتعامل مع المتوسطات المتحركة أن يقوم الشخص بتجريب فترات متنوعة لمتوسطات متحركة مع السهم الذي يتعامل به "أو عدد محدود من الأسهم"، ومن ثم يعتمد المتوسط الذي يتناسب مع طبيعة السهم وحركته. هناك من قام بإجراء دراسة عن هذه العلاقة على مدى 35 عاماً مع مؤشر "إس آند بي 500"، ووجد أنه كلما كانت قيمة المؤشر أعلى من المتوسط المتحرك لعشرة أيام فإن المؤشر يرتفع بنسبة نحو 2.5 في المائة في الأشهر الثلاثة القادمة، وبنسبة 5.40 في المائة في الأشهر الستة القادمة، والعكس صحيح. وهذه النتيجة مهمة إلا أنها غير مجدية عند الأخذ بالحسبان تكلفة العمولة وفارق السعر بين العرض والطلب وعمق السوق.
هناك طريقة أفضل تعرف بمقياس التقاء المتوسط المتحرك وانفراجه MACD، وتستعمل في معرفة مسار الاتجاه في الفترة القادمة، وهي مبنية على فكرة المتوسط المتحرك. طريقة حساب هذا المقياس تتم بطرح قيمة المتوسط المتحرك "الأسّي" لـ 26 يوما من قيمة المتوسط المتحرك "الأسّي" لـ 12 يوما، ورسمه كخط سميك على الخريطة، ومن ثم رسم متوسط متحرك أسّي لتسعة أيام لهذا الخط ذاته، ورسمه كخط متقطع. فعندما تكون قيمة خط "ماك دي" أعلى من الصفر "أي أن متوسط 12 يوماً أعلى من متوسط 26 يوما"، فإن ذلك يعني أن السهم يمر في مرحلة صعود، والعكس صحيح. وهناك طريقتان رئيستان للتعامل مع مقياس ماك دي، الطريقة الأولى يتم البيع فيها عندما يسقط خط "ماك دي" عن الصفر والشراء عندما يرتفع خط "ماك دي" عن الصفر. أما الطريقة الثانية فيكون البيع فيها عندما يسقط خط "ماك دي" عن مستوى متوسط تسعة أيام، والشراء عندما يرتفع خط "ماك دي" عن مستوى متوسط تسعة أيام، وهذه في الواقع أشهر طريقة لاستخدام "ماك دي".
ختاماً، كان هذا مجرد استعراض لفكرة المتوسطات المتحركة، التي يمكن الاستفادة منها في تطوير "المؤشر العقاري"، وكذلك في التعامل مع الأسهم في سوق الأسهم السعودية.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)